حكاية شعب

لو حكينا يا حبيبى نبتدى منين الحكاية والحكاية عندنا تشبه الرواية والرواية يا أما تكون ميلودراما يعنى حاجة تشبه دعاء الكروان للأديب طه حسين دراما تقطع القلب الحزين يا أما تكون زى أفلام المرحوم إسماعيل ياسين من صنف كوميديا ابن حميدو والتى تعتمد على التريقة على الشكل البشرى المشلفط والغباء منقطع النظير مع ترديد قفشة لا والله فتشني فتش ولكننا عندما نعمق النظر فى احوال  ثورتنا الميمونة نجدها بدأت فى هيئة ميلودراما شنيعة قهر وظلم وطاغية جبار يحكم الغلابة بالحديد والنار وتتصاعد الأحداث عندما يتيقن الغلابة ان الاشكيف بيجهز ابنة الغطريف علشان يورثه واهو بالمرة يكمل مصمصة عضمهم  بعد ما لهط الاشكيف وأعوانه لحمهم وهنا فقط  تحولت الرواية بعد هبة الحرافيش إلى ملحمة تاريخية حافلة بتضحيات المقهورين لتغيير الأوضاع مهما كلفت الامور واضطرتهم لتقديم الشهداء والدماء للتخلص من الاشكيف المخيف هامان ابن سارون أبو ديل طويل وقرون وتصل الحبكة الدرامية الى ذروتها بانتصار الحرافيش على الفتوة المزيف الذى طلع أوطنه فى اوطنة وكان عامل فيها شجيع السيما على الفاضى لانه كان محاوط نفسة بشوية سنيدة غشم ما عندهمش مخ اصلا شمعوة فى الكازوزة لما حاولوا يستخدموا ذكاؤهم النووي واستعانوا بالخيل والبغال والجمال لقهر الحرافيش فى إشارة واضحة لمستوى إدراكهم العلمى لحقيقة التطور فى الكون ووقوفهم على احدث صيحة فى مجال الأسلحة الهجومية التكتيكية والخلاصة وضع السنيدة الأشاوس النهاية الطبيعية لفرقة عكاشة المسرحية وعندها صرخ الحرافيش بفرحة لم تكن تخطر على بال أبوهم فى احلى أحلامه الفتوة راح ياجدعان وهنا انقلبت الرواية الملحمية الى كوميديا الفارس حيث ان المكتومين كتمة الفول  فى القدرة ما صدقوش نفسهم وانطلقوا انطلاقة كلب بلدى مربوط بقالة شهرين فى حبل طولة مترين فرمح زى المجنون يهبهب على كل من هب ودب وشوية يعضعض فى رجلية وشوية يفتكر نفسة تامر حسنى ويصر على انه يغنى لينا شوية وعلينا شويتين وشوية ينط فى قناة فضائية وهاتك يا تحليل سياسى وعووووووه  فأصبح المشهد قمة فى الارتباك لا انت عارف الواقف من القاعد ولا الثوار من الفلول ولا انت عارف مين انصار قبيلة عبس ومينا انصار قبيلة ذبيان ولا أنت قادر تاخد قرار سليم هى الانتخابات الاول ولا الدستور الاول ولا نتغدى الأول وشوطه مرشحين طاحت فى البلد وحوالى خماشر وجيه امثل بيتقدموا لوراثة عرش عاشور الناجى اسم الله علية اسم الله علية ومعركة نشبت بين معسكر عبس بتوع قال الله وقال الرسول ومعسكر ذبيان اللى هم الليبراليين بتوع الدولة المدنية وحقوق المواطنة ، شوية دول يتهموا دول بالكفر والإلحاد والتعالي على الشعب وشوية دول يتهموا دول بقصر النظر والاتجار بالدين والانتماء لعصور الظلام وبين هؤلاء وهؤلاء راح الغلابة فى أبو نكلة والغلابة دول يا سامعين هم المعدمين والى بياخدوا فى اليوم كام ملطوش ما يكفوش العيش والشاى ومسمعوش عن اختراع أسمة اللحمة الا اللى منهم دخل المدارس وشافها بالصدفة فى كتاب العلوم وحيث ان مؤلف سيناريو الثورة أعياه التفكير فى كيفية دفع الأحداث فى اتجاه النهاية السعيدة وما يزال يفكر ويفكر ويحدق فى السقف ويدخن لفافة تبغ ويفكر ويفكر ولا يصل لشئ الا أن عادة العرب اللى مش هيشتروها يحبوا دايما يخترعوا العجلة من تانى مع ان الناس اخترعوها من قرون طويلة لكن قرون الناس غير قرونا إحنا قرونا تختلف تماما لان احنا عجبة من عجايب الزمن ولنا تاريخ وجغرافية وأمجاد جعلت ذاتنا تتفرشح وتتضخم وتصبح قد الفيل والمطلوب لكى نلف الفيل نحطه فى منديل وطول عمر المناديل بتيجى من المحلة ونجيب المنديل المحلاوى منين والعمال عاملين إضراب علشان ليهم مطالب فئوية وعلشان العمال يعلقوا الإضراب لازم فلوس والفلوس عند الصراف والصراف عايز بيضة والبيضة عند الفرخة والفرخة عايزة قمحة والقمحة عند الطحان والطحان عايز أمان والأمان عند الحراس والحراس بيستعبطوا فيها وقال ايه عايزين تأهيل والتأهيل محتاج ميزانية والميزانية بعافية شوية ودوخينى يالمونه يالمونه دوخنى

وسمعنى احلى سلام بيموت الصراصير بتاع البت الحلوة اللى كانت بتقول وانا وانا وانا احب العسكرى

وخرنش اللى فاكر نفسة فاهم حاجة وسلامتكم واردب عافية