البصل لا يجهله إلا محروم ؛ لأنه في كل بيت له وجود، وهو نوع من البقل من الفصيلة الزنبقية، وهو بقل ذو رائحة نفاذة مهيجة.. وسبب ذلك هو سلفات الآليل، وهي مادة كبريتية طيارة والحذر كل الحذر من استعمال البصل بعد تخزينه مقطعاً لأنه يتأكسد وتتكون منه مادة سامة، فلذا يجب أن يستعمل طازجاً
لقد عرف الفراعنة البصل في مصر وقدسوه وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم انه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة.
وذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدر للبول.
وقد أشاد علماء الطب القديم بفوائد البصل، فقالوا أن أكله نيئاً أو مطبوخاً ينفع من ضرر المياه الملوثة ويحمر الوجه ويدفع ضرر السموم ويقوي المعدة ويهيج الباءة ويلطف البلغم، ويفتح السداد ويلين المعدة ويشفي من داء الثعلبة (دلكاً) والمشوي منه صالح للسعال وخشونة الصدر، وينفع وجع
الظهر والورك، وماؤه إذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر والماء النازل في العين، وإذا قطر في الإذن نفع من ثقل السمع والطنين وسيلان القيح.
وذكر عنه داود الأنطاكي "انه يفتح السداد ويقوي الشهوة خصوصاً المطبوخ مع اللحم، ويذهب اليرقان، ويدر البول والحيض ويفتت الحصى". وقال الرازي إذا خلل البصل قلت حرافته وقوى المعدة والبصل المخلل فاتق للشهوة جداً".
ماهي المحتويات الكيميائية للبصل؟
يحتوي على نفس المادة التي يحتويها الثوم وهي اللينز وكذلك متعددة السكاكر ومواد سكرية ومن أهمها السكروز وفلافونيدات وستيرودات صابونية ومواد معدنية من أهمها الكالسيوم والفوسفور والحديد والكبريت وفيتامين أ،ج ومركب الجلوكوزين التي تحدد نسبة السكر في الدم وهي تعادل الأنسولين في مفعوله.
فوائد البصل الطبية:
للبصل فوائد لاتحصى ومن أهمها ما أثبتته التجارب التي أجريت على البصل في كلية فكتوريا وجامعة نيوكاسل في بريطانيا والتي تقول أن أكل البصل طازجاً أو مطهواً بالزيت أو السمن أو مشوياً يقلل من نسبة الإصابة بجلطة الدم فقد أجريت التجارب الاكلنيكية على 22مريضاً تتراوح أعمارهم بين 78.19سنة، وكان يقدم لهم مع طعام الإفطار 60جراماً من ا لبصل بصور مختلفة وكانت النتيجة حصولهم على مناعة ضد الإصابة بالجلطات وكانوا يجرون باستمرار تحاليل على عينات من دماء المرضى وقد تبين أن العامل الموجود في تركيب البصل والذي يمنع الجلطة ويقلل من نسبة الإصابة بها لايتأثر بالحرارة ولا يذوب في الماء.
ولقد أثبتت بعض الدراسات انه يمكن استخدامه في تطهير الفم حيث مضغ البصل أو ا لثوم لمدة 3دقائق تعد كافية لقتل جميع الجراثيم الموجودة بالفم. وقد ثبت أيضا أن استنشاق بخار البصل أو أكله يؤدي إلى نفاذ الزيت الطيار الكبريتي الموجود فيه إلى دم الإنسان مما يؤدي إلى إبادة الجراثيم المسببة للأمراض وبذلك يمكن استخدام البصل في علاج أمراض الجهاز التنفسي الناتجة من الإصابة بالجراثيم مثل التهاب الأنف الحاد وكذلك التهابات الحلق والقصبة الهوائية والشعب الهوائية مثل النزلات الشعبية.
كما أن الدراسات أثبتت أن البصل يمنع التجلط في شرايين القلب ولذلك فانه يعتبر من الأدوية الوقائية الهامة للمحافظة على سلامة القلب ومنع حدوث الأزمات والذبحة الصدرية ولعل هذا يكشف لنا سر قلة حدوث إصابة الفلاحين المصريين بالذبحات الصدرية نتيجة تناولهم البصل بكميات كبيرة في طعامهم وبصورة يومية.
وكذلك أثبتت الدراسات العلمية أن البصل يخفف السكر لدى مرضى السكري فقد وجد أن البصل يحتوي على مادة الجلوكوزين وهي مادة شبيهة بهرمون الأنسولين، ولها مفعول مماثل او قريب من مفعول الأنسولين حيث تساعد على تخفيف نسبة السكر في الدم.
كما أثبتت الدراسات أن البصل يستعمل في علاج نوبات الربو حيث يستعمل عصير البصل بمقدار ملعقة صغيرة ممزوجة مع ملعقة من العسل كل ثلاث ساعات حيث أن للبصل قدرة فائقة على طرد البلغم من الشعب الهوائية والتي تسبب ضيق هذه الشعب مما ينتج عنه الصعوبة في التنفس وحدوث أزمات الربو.
أما فيما يتعلق بالسرطان فقد حقن الطبيب الفرنسي جورج لاكوفسكي بمصل البصل كثيراً من المرضى لاسيما مرض السرطان فحصل على نتائج طيبة ويمكن عمل حقنه شرجية تعمل من عصير البصل المستخرج بالضغط لتحقيق ذلك.
وأثبتت التجارب أيضا نجاح البصل في علاج الزكام والأنفلونزا وذلك بعمل شراب من البصل حيث تقطع البصلة الى حلقات وتوضع في طبق ثم يضاف إليها السكر وتترك لمدة 24ساعة حتى يتم الترشيح ثم يؤخذ من 2الى 5ملاعق من هذا الرشاحة يومياً.
لقد وافق دستور الأدوية الألماني رسمياً على استخدام البصل لعلاج نقص الشهية وتصلب الشرايين ولعلاج مشاكل سوء الهضم.
ولعلاج الحمى والبرد ولعلاج الحكة والتهاب الشعب الهوائية ولعلاج ضغط الدم المرتفع ولعلاج الالتهابات الجرثومية والتهابات الفم والحنجرة.
والبصل والثوم على حد سواء وبالأخص أوراقهما تسرع في نضج الدمامل والداحوس الذي يتكون في أصابع اليد قرب الأظافر وذلك بدق الأوراق الطازجة ووضعها على مكان الإصابة .
ويجب حفظ البصل والثوم في مكان جاف وحسن التهوية ويبعد عن الرطوبة ويستخدم من البصل متوسط الحجم فهو الأفضل لايصح الاحتفاظ بالبصلة أو الثوم المقشر أو ا لمفروم لأنها تتأكسد بالهواء وتصبح سامة.
وللتخلص من إسالة الدمع عند تقشير البصل فيمكن تقشيرها والماء يصب عليها من الحنفية حيث أن الماء يمنع كبريتات الاليل من إثارة الدموع. وللتخلص من رائحة البصل التي تلتصق باليدين تغسل اليد بماء فاتر فيه كمية من الملح او ملعقة من الامونيا. وللتخلص من رائحة الثوم يتناول الشخص حبات غضة من الفول أو حبات من البن أو الكمون أو الينسون أو الهيل او عروق البقدونس أو تفاحة.
يستعمل البصل لعلاج الربو وذلك بأخذ كمية من البصل وتقطيعه على هيئة شرائح رقيقة جداً ثم يوضع في برطمان ويضاف له ضعف حجمه عسلاً نقياً (ثلاثة عروق بصل متوسطة الحجم + 1.4كليو عسل) وتترك المزيج بعد تقليبه جيداً لمدة أربعة وعشرين ساعة ثم بعد ذلك يؤخذ منه ملء ملعقة كبيرة بمعدل أربع مرات في اليوم. أو يعصر البصل ويؤخذ منه ملء ملعقة وتخلط جيداً مع ملء ملعقة عسل وتؤخذ بمعدل كل ثلاث ساعات ثم بعد ذلك كل ست ساعات.
ويحكى انه في عام 1919 ميلادية عندما قتلت الأنفلونزا حوالي 40 مليون شخص كان الأطباء يبحثون على المزارعين وعائلاتهم في المزارع في محاولة منهم لإنقاذهم ومساعدتهم من هذا المرض الفتاك إلا أنهم يصلون متأخرين وقد وافتهم المنية.!؟
اندهش واحد من الأطباء عندما زار مزارع وعائلته ليكتشف أن جميعهم بأفضل صحة وأتم عافية.فسألهم الطبيب كيف ذلك؟ فردت زوجة المزارع:بأنها وضعت في كل غرفة من غرف المنزل بصلة غير مقشرة مقطوعة الطرفين في صحن.طلب الطبيب أخذ بصلة واحدة من هذه ليفحصها تحت المجهر(الميكروسكوب)ليكتشف المفاجأة أن ميكروب الانفلوانزا موجود بداخل البصلة.حيث أن البصل يمتص البكتيريا....!؟
وهناك وصفة قوية لعلاج الأنفلونزا حيث تؤكل بصلة كبيرة مساء قبل النوم، وتؤكل بعدها ليمونة بقشرها، فإن ذلك مجرب للقضاء على الأنفلونزا
وفى النهاية نختم بما قال(هيروديت) المؤرخ القديم: ' عجبت للمصريين كيف يمرضون ولديهم البصل والليمون ' ولذا فإن البصل يسمى بالكرة الذهبية لما فيها من المنافع الغنية.. وسبحان الله المنعم وحده على الدوام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق