دراسة أميركية عن بنية جماعة الإخوان المسلمين ومقارنتها بالأحزاب التقليدية الموجودة في مصر اليوم


تعتبر جماعة الإخوان المسلمين من المجموعات السياسية الأكثر تماسكا في المنطقة بفضل بنيتها وقدرتها على تحريك أتباعها ويعتبر الانضمام إلى الجماعة من أصعب الإجراءات التي قد تمر بها بعكس الانضمام إلى الأحزاب التقليدية العربية والغربية
للتحول إلى عضو عامل في جماعة الإخوان المسلمين أنت بحاجة إلى فترة بين ٥ إلى ٨ سنوات حيث يكون العضو المرشح معرض لمراقبة دقيقة
ويعتقد أن الإخوان (قبل الأحداث الأخيرة) كانوا في طريق تحويل أعضائهم إلى حزب الحرية والعدالة ليتحولوا إلى قوة انتخابية
يقوم الاخوانيون بداية في البحث في الجامعات المصرية عن المرشحين حيث يتم الاقتراب من الذين يظهرون علامات الورع والتقوى ثم يتم إشراك المرشحين (دون أن يعلموا) في نشاطات عادية كمباريات كرة القدم وفعاليات أخرى ليس لها علاقة وتعجب الجميع لا يعرف الأعضاء عن نفسهم كاخوانيين وهذا يمكنهم من الاقتراب من أهدافهم ودراستها بشكل دقيق من الناحية الدينية لمدة تصل إلى عام كما يتم استهداف الأطفال بعمر ٩ سنوات من اجل تجنيدهم في الجماعة ويكون اغلبهم أبناء الأعضاء الحاليين في جماعة الإخوان يتم توجيه الآباء في جماعة الإخوان بنصح أبنائهم بالجلوس مع أشخاص معينين من أجل تقريب الجماعة لهم وضمهم رسميا ببلوغهم ١٦ عاما أما في حال كنت إسلامي الهوى وتريد الانضمام إلى الإخوان فيتم تعيين مرشد لك وهو رجل دين من اجل التأكد من ميلك نحو الإخوان عمليات التدقيق هذه تضمن عدم حصول انشقاقات والطاعة العمياء في مراحل لاحقة كما تضمن الاستثمار في ذوي الميول الإسلامية فقط بعد القبول الأول للمرشح يبدأ المرحلة الأولى من تحوله إلى عضو عامل بالجماعة ويسمى (محب) وتستمر بين ٦ أشهر و٤ سنوات
هذا يفسر استخدام كلمة الحب من قبل الرئيس مرسي في خطاباته أو لدى الإشارة لرغبته في حل مشاكله
يحضر (المحب) دروسا لدى مجموعة محلية تسمى (أسرة) فيها ٤ أو ٥ أعضاء محبون يعطون دروس في التقوى والورع كما تتم مراقبتهم
يرأس الأسرة (النقيب) وتلتقي مرة أسبوعيا على الأقل لمناقشة حياة أعضائها والتزامهم بالدين ويمكن طردهم في حال عدم الالتزام
بعد تصديق النقيب على أهلية المحب والتزامه بالصلوات وقراءة القران يتحول (المحب) إلى (مؤيد) لمدة بين ١ و ٣ سنوات
لا يملك المؤيد حق التصويت بل عليه التزامات منها التعليم والتدريب والبحث عن مرشحين للانضمام إلى جماعة الإخوان مستقبلا
وهذا يفسر أيضاً أن اغلب مدربي الطاقة البشرية والتغيير هم أعضاء غير معلنين في جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة لاحقة
يتحول (المؤيد) إلى (منتسب) لمدة عام ويعمل في أقسام الجماعة ويدير برامج للعمال والمحترفين ويقدم بين ٥ و ٨٪ من مدخوله للجماعة
يتحول (المنتسب) إلى (منتظم) لمدة عامين ويقوم بأدوار قيادية محدودة داخل الجماعة منها تشكيل أسرة أو قيادة مجموعة اسر يتم مراقبة (المنتظم) بصورة دقيقة واختباره بشكل غير متوقع قبل أن يتم الموافقة على المرحلة التالية وهي (أخ عامل)
من جملة الاختبارات إرسال أعضاء في الإخوان على أنهم رجال امن واعتقال (المنتظم) والتحقيق معه لاختبار مدى صموده أمامهم يعتمد تحولك إلى (اخ عامل) على مدى تبعيتك للمرشد وتنفيذ أوامره وليس على مدى قدرتك أو كفاءتك في المشاركة في المظاهرات وغيرها يعتقد أن عملية الانضمام إلى جماعة الإخوان بدأت مع بداية الجماعة في ١٩٢٨ لكنها تحولت إلى عملية رسمية مقرة خلال السبعينات هذه العملية المعقدة سمحت بعدم اختراق الجماعة من قبل قوات الأمن وهو ما حصل مع بقية الأحزاب خلال عهدي السادات ومبارك ويقول سعد الكتاتني ان هذه العملية تسمح بخلق أجيال لا تبحث عن السلطة بل تسعى لخدمة دينها لكن يجعل (دمقرطة) الإخوان امرأ صعبا
يترأس هذا الهيكل مكتب الإرشاد الذي يشرف أعضاءه ال ١٥ على قطاع معين كالجامعات والعمال برئاسة المرشد العام و يقوم مجلس شورى الجماعة بانتخاب أعضاء مكتب الإرشاد ويتكون من ١٠٠ عضو ويتخذ القرارات المهمة كالمشاركة في الانتخابات والتظاهرات
يمرر مجلس الشورى أوامره عبر الهيكل حتى الوصول إلى الأسر التي كان لها دور أساسي في المظاهرات في مصر ودول أخرى فيما بعد من المهم الملاحظة أن الأسر المتجاورة لا تعرف عن بعضها البعض وهو ما يسمح بعدم اعتقال سلسلة من الأسر في حال سقوط أسرة ما بيد الأمن وجود مكتب إرشاد مكون من ١٥ شخصا يجعل جماعة الإخوان (مافيا) حيث القرار بيد قلة قليلة وهو من نقاط ضعف الجماعة
لم تشارك الجماعة في ثورة ٢٥ يناير بسبب عدم صدور قرار من مكتب الإرشاد وانضموا في جمعة الغضب بعد ضغط التيارات الشابة في الإخوان
وقف رؤساء (الأسر) أمام الجوامع في جمعة الغضب وقاموا باستدعاء الأعضاء والسير نحو ميدان التحرير في أول ظهور واضح لهيكلة الإخوان
قيام الجيش المصري باعتقال اكبر عدد من قيادات مكتب الإرشاد يستهدف ضرب الجماعة في نقطة ضعفها الأساسي "انحسار القرار في قلة قليلة"
في حال غياب القرار "من خلال منع قيادات الإرشاد من الاتصال بالقواعد" سوف يساهم مستقبلا في حصول انشقاقات داخل الجماعة ومن ابرز القضايا التي تمثل نقطة خلاف هي منع أعضاء الإخوان من الانضمام الى الأحزاب الإسلامية الأخرى عدا الحرية والعدالة
وغياب القيادات في المرحلة الحالية قد يسمح بإسقاط هذا الشرط الذي لم يكن موجودا أيام البنا حيث كان يمكن للإخوان الانضمام الى الوفد
*هذة الدراسة التي نشرتها فورين افيرز في سبتمبر أكتوبر ٢٠١١ وحدثت عليها فيما بعد اعتمدت على لقاءات مع ٣٠ شخصا من الأعضاء الحالين والسابقين للجماعة والدراسة وضعها واحد من أهم المهتمين بالشأن المصري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ايرك تراجر
المقال مأخوذ من مجموعة تغريدات لمحرر الإخبار
Zaid bengamin

ليست هناك تعليقات: