الباب الثاني: صفات المدير

كثيرا ما تناقشنا إنا وبعض أصدقائي هل الإدارة الناجحة ترجع إلى الدراسة والتدريب أم إنها موهبة وملكة خاصة ومن خلال تجارب وخبرات طويلة أستطيع أن أجزم بأن المدير الناجح 80% موهبة والباقي تدريب وتأهيل وخبرات متراكمة وعلية فأنك باعتمادك في الإدارة على شخص يفتقد هذه الملكة تكون وبكل صدق تضيع وقتك ومالك وخيرا لك أن تقضى وقت أطول في اختيار القائد أو المدير من أن تختار شخص لا تطمئن له 100% وكثيرا ما يقع أصحاب الأموال والأعمال في فخ يسمى أهل الثقة اى يولون أقاربهم ومن يحوز ثقتهم المناصب الإدارية الكبرى في شركاتهم أو إعمالهم بصرف النظر عن معايير الكفاءة والدراية مما سوف يتضح نتيجته بأسرع مما يتخيلوا وقد نستنبط من السيرة العطرة لرسولنا الكريم ما يؤكد لنا معيار الاختيار السليم حينما أراد الرسول أن يهاجر للمدينة استعان بأحد المشركين (عبداللة بن اريقط) كدليل للطريق لبراعته ودرايته فى هذا المجال مع كونه ابعد ما يكون عن الثقات لاسيما وإغراءات قريش مقابل تسليم الرسول لاتخفى على احد . ولأن عملية الإدارة أو شخصية المدير فيها من سمات القائد الكثير فهذه الدراية والحنكة مطلوبة لأن القائد المحنك سوف تنعكس تجاربه وخبراته ثقةّ علية وكذلك إقناع لمرؤسية واحترام لأوامره وتعليماته لأن المرؤوسين لو عرفوا للحظة أن هذا المدير أجوف سيبدأوا فى التلاعب وعدم الاكتراث بة لأن استقرار الوضع الإداري لمنظومة ما يتوقف تماما على اقتناع المنظومة بمديرها فى البداية ثم تستكمل المهمة فيما بعد بخبرات هذا المدير ورؤيته ومدى تطبيقه للعدل والمساواة بين المرؤوسين. وحتى يكون المدير صاحب رؤية ومنهج لابد أن يعي تماما أين يقف ألان بالنسبة للعمل وما هو المستهدف على المدى القريب ثم المتوسط والبعيد ثم يستتبع ذلك كيفية تحقيق هذا المستهدف وما هو المطلوب بالتحديد من إمكانيات ووسائل لتحقيق هذا المستهدف أما فى حالة فقدان الرؤية فتوقع كثيرا من التخبط والعشوائية في هذه المنظومة وأداء ضعيف من كل الجوانب, إذا نستطيع أن نجمل ما يلي أن المدير المتميز أو القائد الناجح هو شخص تدفعه ملكاته وموهبته وقدراته للصفوف الأمامية وان عملية انتقاءه ليست معضلة صعبة لو توفرت البصيرة السليمة وتنزهت معايير الاختيار عن الأهواء والمحاباة البلهاء كما أن القائد والمدير الناجح لابد أن يتسم بكل أو على الأقل بمعظم ما يلي من صفات حتى يستطيع أن يحدث الفرق المطلوب أولا أن يكون صاحب رؤية وإلمام تام بنوعية العمل الذي يشرف علية, ثانيا لدية قدرة على التحرك بديناميكية بين كل القطاعات ليطمئن على سير العمل بنفسه بعيدا عن تلقى التقارير المسموعة والمقروءة إلا في أضيق الحدود, ثالثا العدالة بين الجميع وارتباط الثواب والعقاب فقط بالأداء,رابعا القدرة على الإقناع وعرض الأفكار وبرامج العمل على المرؤوسين بكفاءة ,خامسا القدرة على مواجهة الطوارئ الأزمات برباطة جأش وثبات انفعالي مطلوب ومهم,سادسا أن تكون الأفكار مرتبة في ذهنه بشكل جيد وممنهجه ببرنامج زمني في التنفيذ مع إحساس غير عادى بقيمة الوقت,سابعا أن يكون صاحب ذاكرة قوية وإلمام متميز بكل التفاصيل الصغيرة مهما زاد حجم العمل,ثامنا أن يتحلى بقدر ضئيل من الشك المفيد حتى لا تكون هناك لدية احتمالات مستبعدة في اى وقت تجعله يسير خلف ثقته معصوب العينين فى كثير من المواقف. ولك أن تتخيل صديقي العزيز كيف سيكون الأداء لو قام كل صاحب قرار بإتباع معايير الاختيار الصحيح عند اختيار أصحاب المسؤلية والقيادات في كل منظومة عمل في ربوع أوطاننا العزيزة أكاد اجزم أن 75% من مشاكلنا سوف تحل من تلقاء نفسها وللحديث بقية بأذن الله

ليست هناك تعليقات: