احنا و-لامؤاخذة-الكفار

هناك مقولة شهيرة تجزم بان المستحيلات ثلاثة :الغول و العنقاء -وهو طائر خرافى لايظهر إلا في الأفلام الامريكانى ورحلات السندباد - وثالثهم الخل الوفي وهو صنف شحيح التواجد في الأسواق هذه الأيام ويظهر انه سوف يختفي ثم يرتفع في السعر و يشرأب مثل كثير من السلع التموينية التي تزاحم المستحيلات لتجعلهم 6,5,4,.....الخ وحيث أن مشكلة السلع التموينية مستعصية على الحل بشكل اكبر من توفر الخل الوفي فدعونا نركز في سبيلنا للتعامل مع هذه المعضلة و لماذا أصبح الصديق الصدوق عملة نادرة هذه الأيام ؟ ولماذا يستطيع كل منا أن يدون في ورقة بيضاء أسماء ما لايقل عن خمسين صاحب ثم يجلس مع نفسه ويتخيل نفسه قد وقع في مشكلة أو مطب ما ويحاول بأمانة أن يتخيل ردود أفعالهم وطريقة تعامل كل منهم مع الموقف ثم لا ينفك أن يشطب اسما تلو الأخر حتى يذهل ويشمأنط من سرعة تناقص هذه القائمة لتصبح نتيجة هذا التصفية مثل نتيجة مدرسة النجاح الثانوية المشتركة بمشتول السوق (لم ينجح احد) لأن أصدقاء هذه الأيام ينطبق عليهم قول القائل عند النائبات قليل- وتسمع حين ذلك المصطلحات سابقة التجهيز (ومعلهش اعذرني عندي شغل ولو فاضي هأجيلك وربنا معاك وكان نفسي أساعدك لكن ظروفي ......الخ) هل هذا الشح في هذه العملة النادرة سببه سيطرة المادة على عقول الناس حيث طمس المال على قلوب البشر فأصبحوا كتل من الصخر لا تشعر ولا تتعاطف ولا تهتز إلا لصوت ماكينات الصراف الألى ولا تستجيب إلا لنداء المصالح مع أننا ولله الحمد نعيش في بحبوحة لا تقارن بحياة أجدادنا الذين تعبوا وكدوا وعانوا الأمرين حتى يحصلوا على قوت يومهم ومع ذلك كانوا أكرم واشهم وأصدق منا ألف مرة وكان الحب والتعاطف بينهم يفوق المصلحة في التأثير وفى حل مشاكلهم وعوارض حياتهم اليومية وكانوا فعلا مثل الجسد الواحد في توادهم وتراحمهم إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .ولماذا تشعب وتعملق الغل في صدور الناس حيث انك لا تجد أحدا إلا من رحم ربى يفرح لأخيه لخير الم به أو لنجاح أصابه وكأن لسان حاله يقول انه لا يستحق ولكنها حظوظ (وجتنا نيلة في حظنا الهباب) حتى أن مجرد الكلمة الصادقة أو شهادة الحق في حق الغير تبخرت والتي هي ذاتها  التي لم يستطيع أن يكتمها أو يبخل بها أبو جهل وهو من هو من أعلام الكفر حينما سأله الأخنس بن شريق عندما التقاه قبيل غزوة بدر فخلا به، فقال يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس هاهنا من قريش غيري وغيرك يستمع كلامنا ؟ فقال أبو جهل ويحك والله إن محمدا لصادق وما كذب محمد قط ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش ؟! هذا قول أبو جهل اشد أعداء النبي والإسلام, فهل عجز الناس في هذا الزمان أن يتمتعوا بصدق أبى جهل وعدم انسياقه للكذب بالرغم من كرهه الشديد لسيدنا محمد علية أفضل الصلاة والسلام ولكن ذلك الزمان كان الرجل يخشى فيه على شرفة من قول الكذب وشهادة الزور حتى ولو كان من أساطين الكفر والد الأعداء فهل نستمر في هذا التردي الخلقي وترك المروءة ومكارم الأخلاق حتى يصبح بعضنا اقل شرفا من أبى جهل ثم نتساءل ونستغرب بعد ذلك لماذا لا ينصرنا الله؟. فهل يدلني أحدكم أدام الله فضلكم على صديق ذي مروءة وصدق ليصاحبني لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور دون غرض أوغاية حتى ولو كان أسمة عمرو بن هشام الشهير بأبي جهل من مواليد قريش سجل مدني مكة المكرمة.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

فعلا و الله
صارت الصداقة هالايام من المواضيع المثيرة للجدل و كتبو فيها الكتاب كتير ..
احنا صرنا هيك نتيجة انعدام الصدق مع الذات و تغليب المصلحة ..
و بحب اضيف ان الصديق ليس بالمدة .. انما الصديق بالمواقف .. و مو بس الصديق بل كل الناس كذا ..

اللهم وفقنا و انعم علينا بان نكون عند حسن ظن الجميع
امين


رائعة كتابتك يا دكتور .. حبيت اللغة يسلمو كتيير

غير معرف يقول...

عذرا .. التعليق السابق لي


وفاء حسن