الباب الخامس - هيكل المنظومة الأساسي


اى منظومة عمل في الدنيا ترتكز على مجموعة أفراد يتم تشغيلهم وفق لبرنامج مخطط له سلفا لتحقيق أهداف خاصة وعامة للمؤسسة صاحبة المنظومة ولكن إذا افترضنا أن منظومة العمل التي نحن بصددها تضم 120 فرد ولكل منهم الدور الوظيفي المرسوم سنجد أن درجة أهمية البعض تتقدم على البعض الأخر وأن الكل لا يؤدى أعمال على نفس القدر من الأهمية فهناك أعمال تتطلب بشر من نوع خاص لهم مهارات فكرية وإبداعية معينة وهناك أعمال روتينية لايستلزم لها نفس المهارات السابق الإشارة إليها وإنما تحتاج لبشر ذوى قدرات عادية وان كان هذا لا يصح أن يكون منطلق للانتقاص من أقدارهم ولكن الفروق الفردية بين البشر أمر معروف  وهذا من قمة الحكمة للمولى عز وجل .
وبناء على ما سبق سوف يكون لزاما على المدير الناجح أن يصل بسرعة للهيكل الاساسى لمنظومة العمل التي يديرها وبأكبر قدر من الدقة والحيادية وحتى نقرب ونوضح الصورة سوف نرجع للعدد الرئيسي والذي بدئنا به المثال التوضيحي وسوف نحدد منه بعد الإجابة على هذا السؤال من هم الأفراد من اجمالى العدد الذي لا تستطيع المنظومة العمل بكفاءة بدونهم ونبدأ نضع قائمة بالأسماء مع مراعاة أن يكون لكل مركز بالغ الأهمية الكادر الاساسى والكادر البديل مثل فريق كرة القدم تماما القائمة الرئيسية من 25-30 ولكن الفريق الاساسى 11 لاعب حتى فى الملعب نفسه سوف تجد للفرق المحترمة التي تنافس على البطولة هيكل اساسى متميز ( حارس مرمى – مدافع صلد – وسط مدافع قوى – صانع العاب - ومهاجم موهوب) وكلما استطاع المدرب المحافظة على هذا الهيكل وتثبيت التشكيل معتمدا على هذا الهيكل سوف نجد أن  النجاح حليفة باستمرار لزيادة درجات التفاهم والتجانس بين اللاعبين ولتراكم الخبرات مع مرور الوقت حتى لو تبدلت الأفراد المجاورة لهذا الهيكل الاساسى سوف تجد لهذا الفريق سمة أداء تظهر بوضوح حين الحاجة إليها لذا كانت الأهمية القصوى للمدير الناجح أن يضع يديه وبسرعة على الهيكل الاساسى لمنظومة عملة وهم كما اشرنا الأفراد الذين لا تستقيم المنظومة حينما يغيبوا , وبعد أن يتم تصنيفهم وعلى حسب أدوارهم الوظيفية وخلق البديل الكفء لكل دور وظيفي يصبح لدى المدير الهيكل الاساسى المنشود ولا مانع أبدا من تمييز هذا الهيكل وتقديره بكل أشكال التقدير المعنوي والمادي الممكنة وان تكون مناصبهم ومراكزهم الوظيفية هي محور تنافس الكوادر الأقل حتى يكون هناك سعى دائم داخل المنظومة لتطوير الذات والارتقاء بالنفس والمنافسة الشريفة بين الجميع للوصول لهذه المراكز الرفيعة وهذا ما يعرف بالطموح الوظيفي والذي إن غاب داخل منظومة عمل فلا ترجو خير من هذه المنظومة فكل عمل فقد الاهتمام والإبداع والروح الحاضرة أثناء الأداء يتحول إلى عمل روتيني مقيت خالي من الطعم واللون يجر المنظومة وبسرعة للانحدار, كما أن الهيكل الاساسى لفريق العمل هم ركائز المدير الناجح في نقل التطوير إلى من هم اقل منهم  من كوادر وهم من سوف يشرفوا وبدقة على تنفيذ برنامج العمل الموضوع والتأكد من درجة الإتقان المطلوبة لكل عمل وكل مرحلة وحين حدوث هزات غير متوقعة  لهذه المنظومة سوف تجد أنه باستطاعتك أن تستمر في تسيير المركب بأقل عدد ممكن من البحارة المهرة والذين سوف تحافظ عليهم بقوة لارتباط مصير بقاءك ومعدل انجازك بكفاءة وبراعة هذا الهيكل الاساسى من البحارة وللحديث بقية بمشيئة المولى عز وجل.

ليست هناك تعليقات: