حتى لا تتقدمنا النكرات !!!

بالرغم من كونه قامة مصرية سامقة وبالرغم من تكريم المجتمع الدولي له وتنافس جامعات العالم العظمى على استقطابه ليحاضر فيها أو لمجرد أن يعقد ندوة صغيرة فيحتشد الناس من كل صوب وحدب ليستمعوا إلى احد أعلام وعلماء القانون الدولي ويستفيدوا من تجربته الغزيرة كمدير لوكالة الطاقة الذرية وبالرغم من حصوله على جائزة نوبل في السلام وبالرغم من وطنيته المتفجرة من عيناه والتي لا يحجب مرآها سوى نظارته الرشيقة وانتماؤه لأسرة وطنية مصرية لها تاريخ في حركة النضال الوطني والتحرير وبالرغم من رؤيته السياسية الواضحة وأفكاره العملية المبتكرة لحل معظم مشاكلنا الوطنية بشكل قاطع وجذري  ليضع وطننا على الطريق الصحيح مع الحيلولة دون وقوع الوطن في المستقبل في براثن طاغية جديد يأسره لسنوات عديدة قادمة وبالرغم من وبالرغم من الخ الخ ...لا يحظى الدكتور محمد البرادعى في مصر بالقبول المطلوب من عموم طوائف الشعب فلقد تعرض هذا الرجل لحملة تشويه غير مسبوقة ساهم فيها النظام السابق وأعوانه  و عضد جهودها كمية عجيبة من الجهل الشعبي وسطحية التفكير وحقد المنافسين السياسيين الغير قادرين على إقناع احد بمشروع سياسي واضح بالإضافة للسير بدون وعى أو دراية خلف نغمة ممجوجة........ دة جاى من بره ما يعرفش حاجة عن البلد-دة طول عمرة بره,,..... وهلم جرا.......
لذا أقول لإخواني احترم أراكم جميعا مع إيماني الشديد بأن لا احد منكم بني رفضه للدكتور البرادعى بناء على معلومة حقيقية واحدة على أساس سليم ومنها على سبيل الذكر لا الحصر  أولا الدكتور  البر ادعى غبر مزدوج الجنسية على عكس ما يروج له فلول النظام السابق ثانيا البرادعى لا تربطه علاقة بإسرائيل بل اننى أكاد اجزم تماما وبوضوح مدى خوف إسرائيل من شخص مثل البرادعى ومشروعة السياسي الذي يمكن أن ينقل مصر من خانة العدو الضعيف المستأنس إلى خانه الدولة الكبرى صاحبة السيادة والقرار ,ثالثا وهو الأهم البرادعى هو الشخص الوحيد صاحب الموقف الواضح من نظام مبارك قبل الثورة ولم يقوم بمسك العصي من المنتصف ككثيرين غيرة ممن انتظروا نهاية المبارزة لينضموا للجبهة الفائزة وهم الآن تراهم بوضوح يزاحمون صفوف الصدارة على منصب رئيس الجمهورية في الساحة كما أن البرادعى هو واحد من أهم الرجال الذين كان لهم دورا محفزا للثورة قبل قيامها ونذكر له حملة جمع التوقيعات للجمعية الوطنية من اجل التغيير والتي قاربت على المليون توقيع قبيل الثورة بمطالبها السبعة الشهيرة والتي هي الآن عصب مطالب شباب الثورة , ووقوفه مع مجموعة كلنا خالد سعيد وقفات احتجاجية ضد ممارسات الشرطة في الإسكندرية هذا فضلا عن كونه أول من نادي بضرورة خروج الشعب للشارع وضرورة تكوين رأى عام ضاغط على النظام يجبره على تقديم تنازلات وكان رهانه الدائم على الشباب واصفا دائما جهوده بالمتواضعة و بأنه فرد مصري يطالب بحقوق وطنية مشروعة وليس زعيم بالمفهوم التقليدي الذي يقود الناس في الشارع-كما طالبة الكثيرون- بل هو عامل محفز لأبناء وطنه يعرفهم بحقوقهم الوطنية وكيفية التحرك في اتجاه تحقيقها ويتفق مع هذا الرأي الكثير من مفكرينا العظام مثل الدكتور محمد غنيم وهو من هو علما وكفاح وطني وسياسي مرير في وقت كان الجميع يخاف من بطش النظام وكذلك الأستاذ إبراهيم عيسى وبلال فضل والدكتور احمد خالد توفيق والدكتور عمرو حمزاوى  والدكتور علاء الأسواني و الدكتور أسامة الغزالي حرب والأستاذة جميلة إسماعيل ... وغيرهم كثيرين من رموز قوى التغيير والتحرر الوطني
 أما النقطة المفصلية المهمة والتي يحمل فيها خصوم البرادعى شخصه مسئولية كبرى ألا وهى موقفه من اتهام العراق بحيازة أسلحة دمار شامل قبيل الغزو الامريكى وهو موقف ملتبس على الكثيرين مع وجود الكثير من القرائن بالصوت والصورة توضح تنافى موقف البرادعى مع ذلك ولكن عموما لقد أكد البرادعى ووكالته خلو العراق من اى أسلحة دمار شامل وفند قصص أمريكا الوهمية بخصوص ذلك وأتذكر تماما حديثة لوسائل الإعلام بهذا الشأن كأنها حدثت بالأمس ولقد دفع ثمن رفضه مغادرة منصبة والعالم كله يعرف ذلك إلا بني قومه الذين تأثروا باختلاق القصص المغلوطة والمدسوسة حول شخص يستحق منا كل الاحترام والتقدير ويحسدنا علية كثيرين لكن هي عادتنا ولن نشتريها فزمار الحي عندنا لا يطرب.
 وهناك فرضية لابد من فهمها وهى كون البرادعى فيم مضى مديرا لوكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التي ميزانياتها بالمعظم تعتمد على دعم الولايات المتحدة ولو افترضنا جدلا أن البرادعى كما يدعى البعض  ينافق أمريكا من اجل حفنه دولارات هاتوا لي أحدا ترونه عنتر زمانه من كل رموزكم المبجلة فعل مافعل البرادعى مما اجبر أمريكا على إقصاءه من الوكالة بعد مواقفه المشرفة من العراق وإيران ولو أراد الموائمة لكان احتفظ بمنصبة , أما بالنسبة لإسرائيل ففضلا عن عدم اشتراكها في اتفاقية منع الانتشار النووي التي توجب التفتيش من عدمه  فمعلوم من هي إسرائيل بالنسبة لأمريكا وللعالم ولا يستطيع الدكتور البرادعى وحده ولا غيره ولا حتى طائر الرخ أن يدنو منها ومن مصالحها إلا بسلطان فلا نحمل الرجل عنتريات غابرة يعلم كلنا إنها ذهبت مع الريح وان الميزان المقلوب منذ زمن لن يستقيم وينصلح حاله إلا بجهود وطنية مخلصة وعلم حقيقي وعمل مضني ودءوب نقلص به هذه الفجوة الجبارة بيننا وبين إسرائيل ونسمح مرة أخرى للمناكب أن تتوازى وبداية العلم أن نعرف للعلماء حقهم ونحفظ لهم احترامهم وان نسمح للكفاءات أن تتقدم ونلزم النكرات أن تتقهقر وان نتخذ الموضوعية والحقائق منهاجا للحكم على الأمور ولا نأخذ الناس بالريبة والباطل حتى لا يسلط الله علينا بذنوبنا من لا يخافه ولا يرحمنا والعاقبة للمتقين.

ليست هناك تعليقات: